بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، وبعد:
فهذه خمس وصايا من وصايا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وذكرت معها تخريجها ، وأرجو أن ينفع الله بها .
الوصية الأولى
عن أَبي ذَرٍّ جُنْدب بْنِ جُنَادَةَ قال : قلت : يا رسول الله! أوصني ؟ فقال رسول اللَّهِ:
(( اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْت، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ )). أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (ج5ص153،ص158،ص177) ، والترمذي في "جامعه" (كتاب البر والصلة-باب ما جاء في معاشرة الناس-حديث رقم1987) وقال: "حديث حسن صحيح" ، والدارمي في "سننه" (كتاب الرقاق-باب في حسن الخلق-حديث رقم(2791) ، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (ج1ص54حديث رقم178) وصححه على شرط الشيخين (!) ، ووافقه الذهبي في "تلخيص المستدرك" ، وله شواهد ، وانظر "فيض القدير شرح الجامع الصغير" للعلامة المُناوي رحمه الله [ج1ص156-157ط/مكتبة مصر-شؤح الحديث رقم(115) ]، وكذا "جامع العلوم والحِكَم" للعلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله –شرح الحديث الخامس عشر (15) .
الوصية الثانية
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْت خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ يَوْمًا، فَقَالَ:
(( يا غلام! إنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْك، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَك، إذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْت فَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لو اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوك بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَك، وَإِنْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْك، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ )) . أخرجه الإمام أحمد في "المسند" [ج1ص293، 303، 307- بأرقام (2669، 2763، 204-طبعة الشيخ أبي الأشبال أحمد شاكر] ، والترمذي في "جامعه" [كتاب صفة القيامة والرقائق والورع-حديث رقم (2516)] ، وقال: "حديث حسن صحيح" ، وراجع "جامع العلوم والحكم" شرح الحديث التاسع عشر (19) .
الوصية الثالثة
عن أبي هريرة أن رجلاً قال للنبي: أوصني، فقال النبي : (( لا تَغْضَبْ ))، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: (( لا تَغْضَبْ )) . أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" [كتاب الأدب-باب الحدذر من الغضب-حديث رقم (6116) ] .
الوصية الرابعة
عن أبي جري جابر بن سليم قال: رأيت رجلاً يصدر الناس عن رأيه ، لا يقول شيئًا إلا صدروا عنه ، قلت: من هذا ؟ قالوا: رسول الله ، قلت : عليك السلام يا رسول الله! مرتين .
قال: (( لا تقل عليك السلام ؛ فإن عليك السلام تحية الموتى، قل : السلام عليك )) .
قلت : السلام عليك ، أنت رسول الله ؟
قال: (( أنا رسول الله ، الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك،وإذا أصابك عَامُ سَنَةٍ فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفر أو فلاة، فَضَلَّتْ راحلتك، فدعوتَه ردها عليك )) .
قلت: اعْهَدْ إليَّ.
قال: (( لا تَسُبَّنَّ أحدًا )) فما سببت بعده حراً، ولا عبداً، ولا بعيراً، ولا شاة .
قال: (( ولا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئًا، وأن تُكَلِّمَ أخاك وأنت مُنْبَسِطٌ إليه وجهُكَ؛ إن ذلك من المعروف.
وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أَبَيْتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسْبَالَ الإزارِ فإنها من المَخِيلَة ، وإن الله لا يحب المَخِيلة.
وإن امْرُؤٌ شتمك وعيرك بما يعلم فيك ، فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه )) . أخرجه الإمام أبو داود رحمه الله في "سننه" [كتاب اللباس-باب ما جاء في إسبال الإزار-حديث رقم(4084) ] ، وصحح إسناده الإمام النووي رحمه الله في "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (14/140) ، وكذا في "رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين" (803) ، وأخرجه الإمام الترمذي في "جامعه" باختصار، وقال : "حديث حسن صحيح" .
الوصية الخامسة
وعن أبي سعيد الخدري أن رجلاً جاءه فقال:أوصني.فقال: سألت عما سألت عنه رسول الله من قبلك ، فقال: (( أوصيك بتقوى الله ؛ فإنه رأس كل شيء . وعليك بالجهاد ؛ فإنه رهبانية الإسلام . وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن ؛ فإنه رَوْحك في السماء ، وذكرك في الأرض )) . أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/82) . وانظر "فيض القدير" [الجزء الثالث-شرح الحديث رقم (2791)] ، و"مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" للحافظ نور الدين الهيثمي رحمه الله (4/215، 216) ، و"السلسلة الصحيحة" للشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله (555) .